جرّب أن تطلب من أي نموذج لغوي كبير أن يخمّن رقمًا بين 1 و50، وستفاجأ بالنتيجة!
فقد لاحظ الكثيرون أن هذه النماذج تميل لاختيار الرقم نفسه بشكل متكرر، وغالبًا ما يكون الرقم 27.
اختبار أجراه موقع IFLScience كشف أن عدة روبوتات دردشة – مثل ChatGPT، ClaudeAI، Gemini، وحتى Bing – أعطت الإجابة نفسها: 27. أما مستخدمو موقع Reddit فقد أجروا تجارب أوسع، ووجدوا أن النماذج لا تقدّم دائمًا مبررات متسقة لاختيار هذا الرقم. أحيانًا تزعم أنها تولد رقمًا عشوائيًا، لكنها في النهاية تختار 27.
يبدو أن هذه النماذج تتجنب الأرقام « الواضحة » مثل مضاعفات 5 أو 10، وتميل لاختيار رقم متوسط في النطاق. بعض التفسيرات ترى أن البشر أنفسهم حين يُطلب منهم اختيار رقم « عشوائي »، يفضلون أرقامًا مثل 17 أو 37 لأنها تبدو غير متوقعة، لكن بما أن هذه الأرقام شائعة، يصبح الرقم 27 خيارًا بديلًا مقبولًا.
مع ذلك، لا ينبغي اعتبار اختيارات النماذج حقيقة علمية، فهي لا تفهم الأرقام كقيم عددية، بل تتعامل معها كرموز لغوية داخل فضاء احتمالي. لذلك فإن « العشوائية » عندها مرتبطة باللغة أكثر من ارتباطها بالرياضيات.
:دراسات بحثية أوضحت أن النماذج تميل إلى تفضيل أعداد معينة، خاصةً الأعداد الأولية. على سبيل المثال
- بين 1 و5: تختار غالبًا 3 أو 4.
- بين 1 و10: يظهر الرقمان 5 و7 أكثر من غيرهما.
- بين 1 و100: تبرز أعداد مثل 37 و47 و73.
المثير أن البشر أيضًا ليسوا محايدين. دراسة ضخمة شملت 200 ألف شخص وجدت أن الأرقام المحتوية على الرقم 7 (مثل 7، 37، 73، 77) هي الأكثر اختيارًا. وعندما سُئل المشاركون عن الرقم الأقل اختيارًا، توقعوا 37 أو 73، بينما الأرقام الأقل فعلًا كانت مضاعفات 10 (30، 40، 50…)، إذ يُنظر إليها على أنها منتظمة أكثر من اللازم.
بمعنى آخر، اختيار 27 من قِبل النماذج قد لا يكون صدفة بحتة، بل انعكاسًا لتحيزات البشر أنفسهم. ومع ذلك، يرى باحثون مثل دانيال كانغ (جامعة إلينوي) أن السبب الأعمق قد يرتبط بآليات تدريب النماذج، خصوصًا « التعلم المعزز بالتغذية الراجعة من البشر »، والذي قد يؤدي إلى ظاهرة تُعرف بـ « انهيار الأنماط »، وربما يفسر تكرار ظهور الرقم 27 تحديدًا.